ما هو ضرس العقل
من المعروف أن ضرس العقل هو الضرس الثالث الذي يظهر خلال سن الرشد، ويعتبر هذا الضرس هو آخر الأسنان ظهوراً لدى الإنسان حيث يظهر عادةً عندما يبلغ عمر الشخص ثمانية عشر عاماً وقد يتأخر ظهوره عند بعض الناس لحين بلوغهم خمسة وعشرين عاماً، ويملك معظم الأشخاص أربعة ضروس عقل إثنان على كل جهة من جهات الفم يميناً ويساراً ، ويُسبب ضرس العقل أثناء ظهوره بعض الورم أو التقرحات والتي ينتج عنها ألم شديد باللثة وقد يؤثر ذلك على الأسنان المُجاورة أيضاً ، كما أن هذا الإلتهاب من الممكن أن ينتشر ليصيب أجزاء كبيرة من اللثة.
سُمّي بضرس العقل لأنه يبدأ في الظهور عندما يبلغ الإنسان سن الرشد.
في بعض الأحيان يتعثر ظهور ضرس العقل ومن الممكن أيضاً أن يؤدي ضرس العقل إلى حدوث تزاحم بالأسنان، وفي كلتا الحالتين يكون التدخل الجراحي هو الحل حيث يضطر الطبيب إلى إجراء جراحة لخلع هذا الضرس للحفاظ على حالة الأسنان المجاورة وكذلك لتجنّب الألم الذي قد يشعر به الشخص نتيجة المشاكل والإصابات التي تُصاحب نمو ضرس العقل.
أعراض ظهور ضرس العقل
أثناء نمو ضرس العقل قد يحدث بعض الإلتهابات بأنسجة اللثة التي تُحيط بالضرس مما ينتج عنه بعض الأعراض التي تؤرق على الشخص لياليه ويعاني بسببها الكثير من الألم ،وتشمل هذه الأعراض الآتي ..
- إحمرار ملحوظ في اللثة وتحديداً في المكان المُحيط بضرس العقل وذلك نتيجة الإلتهابات والتقرحات التي تُصيب تلك المنطقة نتيجة نمو هذا الضرس،وستشعر ببعض السخونة إذا وضعت أحد أصابعك على المنطقة الملتهبة.
- الشعور بألم شديد في اللثة عند تقريب الفرشاة من المنطقة التي يوجد بها الضرس الملتهب وكذلك عند إستخدام خيط الأسنان ،لذلك يجب تجنب الإقتراب من تلك المنطقة نهائياً لحين علاج تلك المشكلة وإختفاء ذلك الألم.
- صعوبة في مضغ الطعام وخاصةً على الناحية التي يوجد بها ضرس العقل المُلتهب.
- حدوث بعض التورمات باللثة مما ينتج عنه إنتفاخ بسيط في الخد المقابل للجهة التي يوجد بها ضرس العقل.
- إرتفاع درجة الحرارة وذلك لأن الإلتهابات تؤدي إلى إفراز بعض المواد التي تعمل على تقليل خروج العرق من الجسم وبالتالي تزداد درجة حرارة الجسم أكبر من درجة الحرارة الطبيعية 37 درجة سيليزية (في حالات إلتهاب ضرس العقل عادةً ما تزداد درجة الحرارة أكثر من 38 درجة).
مقالة ذات صلة: متى يمكنني التدخين بعد خلع ضرس العقل؟
كيف تُعالج إلتهاب ضرس العقل ؟
في حالة حدوث إلتهاب شديد نتيجة نمو ضرس العقل فيجب زيارة الطبيب حتى يفحص حالة الفم واللثة ويقوم بوصف الأدوية المُناسبة للحالة وفي بعض الحالات قد يقوم الطبيب بخلع ضرس العقل للحامل .
إليك بعض الأمور البسيطة التي من الممكن أن تقوم بها في المنزل لتخفيف ألم ضرس العقل مؤقتاً لحين زيارة الطبيب ..
المضمضة بالماء والملح، من المعروف أن المضمضة بالماء والملح تُساعد على تطهير الفم وتخفيف الإحساس بالألم ،لذلك إذا شعرت بألم شديد أثناء نمو ضرس العقل فيمكنك أن تضع ملعقة صغيرة من ملح الطعام داخل كوب من الماء وتقوم بالتقليب جيداً حتى يمتزج الملح مع الماء تماماًُ ،ثم تقوم بوضع كمية مناسبة من الماء داخل فمك وتُحركها يميناً ويساراً ،ولكن عليك أن تُركّز أكثر على الناحية التي يوجد بها ضرس العقل الذي يسبب الألم.
لا تضع الماء المالح في فمك أكثر من ثلاثين ثانية ،وكرر هذه المضمضة أربع أو خمس مرات يومياً.
- تناول بعض المُسكنات ،إذا شعرت بألم شديد في منطقة اللثة بسبب ضرس العقل ولم تكن زيارة الطبيب متاحة في ذلك الوقت فيمكنك تناول بعض الأدوية التي تُساعد على تقليل الإلتهاب وتخفيف الإحساس بالألم ،وأنسب أدوية لتلك الحالة هي عائلة مضادات الإلتهاب غير الإسترويدية والتي تشمل الإسبرين والأيبوبروفين وغيرها من الأدوية التي تعمل على علاج الإلتهابات وتخفيف الشعور بالألم.
- لا تُعط الأسبرين أبداً لأي شخص يقل عمره عن ثمانية عشر عاماً لأن تناول الأسبرين في ذلك السن قد يؤدي إلى حدوث متلازمة تُسمى “متلازمة راي” (Rey’s syndrome) التي تُسبب تلف في المخ والكبد وعادةً ما تكون مُميتة! ،ويُمكن إستخدام أدوية أخرى من مضادات الإلتهاب غير الإسترويدية دون أية مشكلة مثل أيبوبروفين أو نابروكسين ،لأن متلازمة راي مرتبطة بالأسبرين فقط وليس لها أي علاقة بأي فرد آخر في عائلة مضادات الإلتهاب غير الإسترويدية.
يجب الإطلاع على النشرة المرفقة مع الدواء حتى لا تزيد عن الجرعة المسموحة في اليوم الواحد وذلك لتفادي حدوث أعراض جانبية أخرى نتيجة تناول جرعة زائدة من الدواء.
الباراسيتامول لا ينتمي إلى مضادات الإلتهاب غير السترويدية بمعنى أنه ليس له دور في علاج الإلتهابات ،ومع ذلك فهو يساعد كثيراً على تخفيف الإحساس بالألم.
إستخدام كمادات الثلج ،يعمل الثلج على تخفيف الإحساس بالألم لذلك إذا شعرت بألم أثناء نمو ضرس العقل فيمكنك إحضار قطعة من الثلج ووضعها داخل كيس من البلاستيك ،ثم قم بوضع ذلك الكيس على خدك المقابل للضرس الملتهب ،ولا تُزيل ذلك الكيس إلا بعد ربع ساعة على الأقل ،وستشعر أن الألم قد أصبح أخف كثيراً بعد إزالة كيس الثلج ،ويمكنك تكرار هذه الطريقة عدة مرات يومياً.
عملية خلع ضرس العقل في عيادة الأسنان
إذا شعرت بأن ألم ضرس العقل يزداد سوءاً يوماً عن يوم ،فيجب أن تزور طبيب الأسنان في الحال ليقوم بعمل فحص شامل للفم والتعرف على سبب المشكلة ،وفي معظم الأحيان سيقوم الطبيب بطلب أشعة لكي يستطيع رؤية وضعية ضرس العقل وبالتالي يُقرر إذا ما كان خلعه ضرورياً أم لا.
إذا وجد طبيب الأسنان أن حالة ضرس العقل لا تستدعي الخلع ففي هذه الحالة سيقوم بتنظيف المنطقة المنطقة المُصابة بالإلتهاب بإستخدام محلول مُطهر ،وبعدها سيقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تساعد على علاج هذا الإلتهاب ،وغالباً ما تحتوي تلك الأدوية على مسكنات للألم ومضادات للإلتهاب مثل أيبوبروفين ،من الضروري أيضاً أن يقوم الطبيب بوصف بعض المضادات الحيوية التي تعمل على قتل البكتيريا التي تُسبب العدوى.
إذا طالت مدة نمو ضرس العقل وسبب لك ألماً شديداً لأكثر من مرة ففي هذه الحالة غالباً سيخبرك الطبيب أن الأفضل هو خلع ضرس العقل بإعتباره الحل الوحيد الذي سيخلصك من جميع المشاكل والألم التي يسببها هذا الضرس، خاصةً أن ضرس العقل لا يؤثر بشكل فعال في الوظيفة ،بمعنى أنك إذا قمت بخلع ضرس العقل فستتمكن من طحن الطعام بواسطة الضروس الأخرى دون أية مشكلة.
إذا قرر الطبيب خلع ضرس العقل فسيقوم بإعطائك موعد لجلسة أخرى يتم فيها خلع هذا الضرس ،وسيقوم الطبيب غالباً بإعطائك تخدير موضعي قبل إجراء العملية وليس تخدير عام ،بمعنى أنه سيقوم بحقن المادة المخدرة في اللثة وليس في أوردة اليد مما يعمل على إزالة الإحساس في منطقة الفم فقط دون أي تأثير على باقي الجسم ،وبالطبع فإن التخدير يُعتبر مهم جداً في تلك العمليات لأن إقتلاع أحد الضروس من أنسجة اللثة هي عملية مؤلمة لا يستطيع أحد أن يتحملها بدون تخدير مُسبق.
إذا قرر الطبيب إستخدام التخدير العام وليس الموضعي فيجب أن تحرص أن تُحضر معك رفيق إلى عيادة الأسنان لكي يرافقك إلى المنزل بعد العملية ،لأن التخدير العام يؤثر على الجسم كله ولا يقتصر على الفم فقط مثل التخدير الموضعي ،وبالتالي فإن التخدير العام يؤثر على تركيز الشخص بعد العملية أي أنه سيشعر بحالة من الخمول أو عدم التركيز أو النعاس ولن يستطيع العودة إلى المنزل وحده وهو بتلك الحالة.
يُمنع منعاً باتاً قيادة السيارة عقب خلع الضرس وذلك في حالة إستخدام التخدير العام ،أما بالنسبة للتخدير الموضعي فلا توجد أي مشكلة في قيادة السيارة عقب العملية لأن الشخص يكون في كامل وعيه وتركيزه عقب إنتهاء العملية.
