- من المعروف أنَّ ألم الأسنان من أصعب الآلآم التي يعاني منها الكثيرون وتستدعي زيارة عاجلة للطبيب للتعرف على سبب الألم وعلاجه.
- عندما يقوم الطبيب بفحص السن أو الضرس المُصاب فإنه يبحث عن جميع الخيارات المُتاحة أمامه لعلاج هذا الضرس وإزالة الألم، ولكن في بعض الأحيان يكون الحل الوحيد هو خلع الضرس وذلك في حالات معينة على سبيل المثال إذا كان الضرس مُصاب بالتسوس لدرجة أنه لا يمكن إصلاحه مما يُجبر الطبيب على إجراء جراحة لخلعه وهذا بدوره يؤدي إلى إلتهاب وتورم وإنتفاخ اللثة بعد خلع الضرس.
- جراحة خلع الضرس لا تُعتبر بالجراحة الصعبة بل على العكس فإنها تتم حالياً بسهولة كبيرة وبدون عناء أو ألم حيث يقوم الطبيب بإستخدام التخدير الموضعي الذي يُزيل الإحساس من منطقة الفم واللثة مما يجعل المريض لا يشعر بأي ألم على الإطلاق.
لكن مشكلة خلع الأسنان بصفة عامة تكمن في الأعراض الجانبية التي تحدث عقب إنتهاء الجراحة وخاصة في الأربعة وعشرين الساعة التي تليها، حيث يظهر على المريض في كثير من الأحيان بعض المشكلات التي عادةً ما تختفي تدريجياً مثل تورم اللثة أو إصابة مكان الضرس المخلوع بعدوى بكتيرية، ومن الممكن أيضاً أن يحدث نزيف في اللثة مما يؤدي إلى قلق المريض وشعوره بأن الأمر خطير ويستدعي العودة إلى الطبيب لكن في الحقيقة فإن هذا الأمر يُعتبر طبيعياً طالما أنه يتحسّن تدريجياً ولم يستمر لفترة طويلة، كل ما عليك فعله هو أن تتعرف على كيفية التعامل مع هذه الأعراض حتى تتجاوز هذه الفترة بنجاح ودون حدوث أية مضاعفات.
ألم اللثة بعد خلع الضرس
هناك عدّة أسباب قد تستدعي إجراء جراحة خلع لأحد الأسنان وتشمل الآتي ..
- التسوّس ،يُعتبر التسوس من أهم الأسباب التي تضطر الطبيب إلى إجراء جراحة خلع الأسنان ،ولكن إذا كان التسوس مازال في مرحلة مبكرة فسيقوم الطبيب باللجوء إلى طرق أخرى لعلاجه مثل حشو الأسنان ومعجون الاسنان لالتهاب اللثة ،ولكن الحديث هنا عن التسوس الذي لا يمكن علاجه وذلك عندما يكون في مرحلة متأخرة تستدعي الخلع بسبب عدم وجود خيارات أخرى.
- الكسور والصدمات ،ثاني أكثر الأسباب التي تستدعي خلع الأسنان هو حدوث كسر قوي بالسن أو الضرس نتيجة تعرضه لإصطدام قوي ،وبالتأكيد عندما يحدث كسر بأحد الأسنان (خاصةً الأسنان الأمامية) فلن يكون شكل الأسنان جيداً ،مما قد يؤثر بالسلب على نفسية صاحبها وتفاعله مع الآخرين ،وفي هذه الحالة يجب خلع هذا السن واللجوء لحلول أخرى لتعويضه مثل زراعة الأسنان.
- الفم المُزدحم ،عندما ينمو أحد الأسنان بشكل خاطىء بحيث لا يوجد له مكان كاف بجوار الأسنان الأخرى فيجب على الطبيب خلعه للحفاظ على بقيّة الأسنان ،مما يجعل شكل الأسنان الأخرى متناسقاً ويحافظ على جمال إبتسامة صاحبها.
- إذا أصيب أحد الأسنان بعدوى بكتيرية ،ويحدث ذلك في بعض الحالات عندما يكون أحد الأسنان مُصاباً بالتسوّس ووصل هذا التسوس إلى مركز السن الذي يوجد به الأعصاب والأوعية الدموية ،ففي هذه الحالة يمكن أن تصل البكتيريا لهذه المنطقة وتسبب عدوى بكتيرية ،في هذه الحالة يقوم الطبيب عادةً بوصف بعض المضادات الحيوية لمحاولة القضاء على تلك البكتيريا ،ولكن في حالة إذا لم يأتي المضاد الحيوي بالنتيجة المرغوبة فسيضطر الطبيب إلى خلع السن أو الضرس المُصاب بالعدوى لأن تركه في هذه الحالة من الممكن أن يؤدي إلى إنتشار العدوى البكتيرية إلى الأسنان المجاورة.
- أمراض اللثة ،تُعتبر الأمراض المُختلفة التي تُصيب اللثة أحد أسباب لجوء الطبيب إلى خلع أحد الأسنان ،لأن اللثة يتكون من أنسجة وعظام تعمل على تدعيم الأسنان وتثبيتها في مكانها ،وبالتالي فإن أي مرض يُصيب اللثة يؤثر على ثبات الأسنان ويجعلها هشّة مما قد يكون سبباً كافياً لخلع واحداً أو أكثر من الأسنان.
خياطة اللثة بعد خلع الضرس
- بعد أن يقوم الطبيب بخلع الضرس فعادةً ما يحدث نزيف في مكان الضرس المخلوع وبالتالي فإن الطبيب يقوم بإستخدام قطعة من الشاش أو القطن ويطلب منك أن تضغط عليها جيداً حتى يتوقف النزيف.
- في بعض الأحيان يقوم الطبيب بخياطة بعض الغرز في مكان الضرس المخلوع وذلك في حالة إذا إستمر النزيف ولم يتوقف بإستخدام الشاش أو القطن،وعادةً ما تُحل هذه الغرز من تلقاء نفسها بعد فترة قصيرة وبدون الحاجة للعودة للطبيب.
على الرغم من كون جراحة خلع الضرس بسيطة إلا أنها يجب أن تؤدى بحذر لأن البكتيريا إذا وصلت لمجرى الدم فمن الممكن أن تؤدي إلى نتائج لا يحمد عُقباها ،وفي بعض الأحيان يقوم طبيب الأسنان بإعطاء المريض بعض المضادات الحيوية قبل خلع الضرس على سبيل الإحتياط لتجنّب خطر أي بكتيريا تنتقل إلى موقع الجرح.
قبل خلع الضرس يجب أن يكون الطبيب على علم تام بكل الأدوية التي تتناولها بإنتظام وكل الأمراض التي تُعاني منها خاصةً إذا كنت تُعاني من أحد الأمراض الآتية ..
- ضعف الجهاز المناعي
- مشاكل في أحد صمامات القلب.
- عيب خُلقي في القلب.
- تليف الكبد.
- إذا قمت بتركيب أحد المفاصل الصناعية مثل مفصل الركبة.
- إلتهاب الشغاف (الشغاف هو الطبقة الداخلية للقلب ،وهو من الأمراض الشهيرة التي تحدث نتيجة عدوى بكتيرية).
خراج اللثة بعد خلع الضرس
- بعد إجراء العملية سيقوم الطبيب بإعطائك بعض النصائح والإرشادات التي يجب إتباعها حتى يعود الفم لحالته الطبيعية في أقرب وقت ،وسيقوم الطبيب أيضاً بوصف بعض الأدوية التي تعمل على تسكين الألم علاوة على بعض مضادات الإلتهاب والمضادات الحيوية.
إليك بعض الإرشادات التي تعمل على سرعة التعافي وتحسين حالة اللثة بعد خلع الضرس ..
- إضغط جيداً على قطعة الشاش أو القطن التي تضعها في مكان الضرس المخلوع ويجب أن تتأكد أنها لم تتحرك من المكان الصحيح ،ويجب تغيير هذه الضمادة كل ساعة والإستمرار على ذلك لحين توقف النزيف بشكل نهائي.
- قم بوضع قطعة من الثلج على الخد المقابل للجهة التي يوجد بها مكان الضرس المخلوع ،وكرر ذلك بضعة مرات في اليوم بشرط ألا تزيد مدة وضعها عن عشر دقائق في المرة الواحدة ،وتكمن فائدة الثلج في أنه يعمل على تقليل التورم عقب خلع الضرس.
- يُفضّل الحصول على قسط من الراحة لمدة يوم أو يومين بعد خلع الضرس لأن الحركة والمجهود يساعدان على تدفق الدم مما قد يؤدي إلى حدوث نزيف اللثة مرة أخرى.
- تجنّب المضمضة تماماً في الأربعة وعشرين ساعة التي تلي خلع الضرس.
- بعد مرور 24 ساعة يمكنك المضمضة بإستخدام الماء والملح (ولكن برفق).
- تجنّب التدخين تماماً لأنه يعمل على تأخير الشفاء وبالتالي فإنه يؤدي إلى إطالة الوقت الذي تحتاجه حتى يعود فمك لوضعه الطبيعي.
- تجنّب الأكلات الصلبة أو الخشنة في أول يومين عقب خلع الضرس على سبيل المثال فإن الجزر والخيار قد يؤديان إلى حدوث نزيف بسبب الضغط بقوّة على مكان الضرس المخلوع ،لذلك يجب الإلتزام بالأكلات الخفيفة لحين عودة اللثة إلى حالته الطبيعية ،هذه الأكلات الخفيفة تشمل على سبيل المثال الشوربة والزبادي واللبن.
- عند النوم يستحسن رفع رأسك عن مستوى جسمك عن طريق وضع وسادة إضافية تحت رأسك لأن ذلك يعمل على تقليل نزيف الفم.
بعد خلع الضرس يُمكنك تنظيف أسنانك بإستخدام الفرشاة وخيط الأسنان لأن تنظيف الأسنان يعمل على إزالة البكتيريا وتجنّب وصول العدوى لمكان خلع الضرس ،ولكن بشرط الإبتعاد عن مكان الضرس المخلوع خاصة إذا كانت أسنان الفرشاة من النوع الخشن وليس الناعم.
- قبل إجراء جراحة خلع الضرس يقوم الطبيب أولاً بحقن اللثة بمُخدّر موضعي يعمل على فقدان المريض الإحساس في منطقة الفم وبالتالي فإن العملية يتم إجرائها دون شعور بأي ألم،وقد يضطر الطبيب في بعض الأحيان إلى إستخدام التخدير العام بدلاً من التخدير الموضعي وذلك في حالة إذا كنت ستقوم بخلع أكثر من سن أو ضرس في جلسة واحدة.
- يختلف التخدير العام عن التخدير الموضعي في كونه يتم حقنه في أحد الأوردة الرئيسية في الجسم (عادةً يكون في أوردة اليد) ،وبالطبع فإن تأثير التخدير العام يختلف كثيراً عن التخدير الموضعي لأنه يقوم بتخدير الجسم كله ولا يقتصر على منطقة الفم فقط ،لذلك فإن المريض في حالة التخدير العام سيشعر بالدوخة وعدم القدرة على التركيز عقب العملية وقد يستمر ذلك الشعور لبضع ساعات حتى إنتهاء مفعول المادة المخدرة تماماً ،ويجب على المريض في تلك الحالة أن يكون معه من يصطحبه إلى المنزل ويجب أن يتجنّب تماماً قيادة السيارة وهو في تلك الحالة ، أما بالنسبة للتخدير الموضعي فلا توجد مشكلة في قيادة السيارة عقب العملية مباشرةً لأن التخدير الموضعي يقتصر على منطقة الفم ولا يؤثر إطلاقاً على تركيز وإنتباه المريض.