هل تساءلت يومًا لماذا يُعدّ التهاب اللثة العلوية من أكثر مشكلات الفم انتشارًا في السعودية، وكيف يمكن أن يبدأ باحمرار بسيط قبل أن يتطور إلى ألم أو نزيف أو حتى تراجع في اللثة عند إهماله؟
رغم أن علاجها سهل في مراحله الأولى، إلا أن تأخير زيارة الطبيب قد يسبب مضاعفات أكبر.
في هذا المقال نوضح أسباب التهاب اللثة العلوية، وطرق تشخيصه، وخيارات العلاج المتاحة، وكيف يمكن الوقاية منه على المدى الطويل.
ما هو التهاب اللثة العلوية؟ ولماذا يحدث؟
التهاب اللثة العلوية هو التهاب يصيب الأنسجة المحيطة بالأسنان في الفك العلوي نتيجة تراكم البكتيريا والبلاك، مما يؤدي إلى احمرار وتورّم وظهور نزيف اللثة المستمر خاصة عند التفريش. وقد يرافق الالتهاب ألم عند المضغ أو تنظيف الأسنان، وتزداد الأعراض وضوحًا إذا تطورت الحالة دون علاج
ما الأسباب التي تجعل التهاب اللثة واضحًا في الفك العلوي؟
يميل التهاب اللثة إلى الظهور بشكل واضح في الفك العلوي لأسباب متعددة، أهمها:
- صعوبة تنظيف الأسنان العلوية الخلفية مقارنةً السفلية.
- تراكم بقايا الطعام في الجيوب العميقة حول الضروس العلوية.
- قرب جذور الأسنان العلوية من الجيوب الأنفية، مما قد يزيد الالتهاب ويجعله أكثر وضوحًا.
- حساسية اللثة العلوية للتغيرات الهرمونية والصحية.
- هذه العوامل تجعل التهاب اللثة العلوية أكثر شيوعًا وملاحظةً لدى الكثير من المرضى.
و للتخفيف من هذه الأعراض ودعم صحة اللثة، يمكن استخدام جل العناية باللثة الذي يساعد على تهدئة الالتهاب وتقليل التورّم.
ما هي أعراض التهاب اللثة العلوية؟
تختلف أعراض التهاب اللثة العلوية من مريض لآخر، وقد تكون خفيفة جدًا في البداية لدرجة أن المريض لا يلاحظها، لذلك يُعد الانتباه للتغيرات الصغيرة مهمًا لتجنب تفاقم الحالة.
1. الأعراض المبكرة
- احمرار اللثة العلوية: يصبح لون اللثة مائلًا للأحمر الداكن أو البنفسجي، خاصة حول الأسنان الأمامية والضروس.
- تورّم خفيف حول الأسنان العلوية: يظهر الانتفاخ غالبًا في مقدمة اللثة أو فوق الضروس الخلفية.
- نزيف عند تنظيف الأسنان: خاصة عند استخدام فرشاة قاسية أو عند تنظيف اللثة القريبة من خط الأسنان.
- حساسية عند تناول الأطعمة الباردة أو الساخنة: وهي علامة على بدء تهيّج الأنسجة.
- رائحة فم غير محببة: ناتجة عن نشاط البكتيريا في اللثة الملتهبة.
2. الأعراض المتقدمة
- ألم مستمر في الفك العلوي: يزداد عند المضغ أو عند الضغط على اللثة.
- تراجع اللثة العلوية: حيث يبدو السن أطول من المعتاد بسبب انكشاف الجذر.
- وجود إفرازات أو قيح: وهي علامة على خراج أو التهاب عميق.
- حركة الأسنان العلوية: نتيجة ضعف الأربطة الداعمة.
- تورّم واضح فوق الضرس العلوي: قد يدل على وجود خراج حول الجذر.
3. أعراض خطيرة تستوجب زيارة الطبيب فورًا
- تورّم يمتد إلى الخد العلوي أو تحت العين.
- ألم نابض أو حرارة في المنطقة الملتهبة.
- صعوبة في المضغ أو فتح الفم.
- صداع أو ارتباط الألم بالجيوب الأنفية.
هذه الحالات قد تشير إلى التهاب عميق أو خراج يحتاج تدخلًا عاجلًا.
أسباب التهاب اللثة العلوية
يحدث التهاب اللثة العلوية نتيجة عدة عوامل، بعضها يرتبط مباشرة بسوء النظافة اليومية، وبعضها الآخر ناتج عن أمراض أو تغيرات جسدية، وهي ضمن ما يُعرف بـ اسباب التهاب اللثة التي تؤثر على صحة الأنسجة المحيطة بالأسنان وتزيد احتمالية حدوث الالتهاب.
1. تراكم البلاك والجير
البلاك هو طبقة لزجة من البكتيريا تتراكم بعد الوجبات، ومع الوقت تتصلّب وتتحول إلى جير يسبب تهيّجًا واضحًا للثة العلوية.
- البلاك: يلتصق بسرعة على الأسنان، ويتجمع خصوصًا حول الضروس العلوية.
- الجير: يصعب إزالته بالفرشاة ويحتاج تنظيفًا احترافيًا.
2. العادات اليومية الخاطئة
- التنظيف غير المنتظم: يؤدي إلى تراكم البكتيريا في اللثة العلوية.
- التفريش بقوة: يسبب جروحًا بسيطة تزيد من التهيّج.
- التدخين والشيشة: يضعفان الدورة الدموية في اللثة.
- تناول سكريات دون تنظيف afterward: يزيد نشاط البكتيريا الضارة.
3. مشاكل الأسنان والتركيبات
- حشوات أو تيجان غير مناسبة: تسبب احتكاكًا مستمرًا مع اللثة العلوية.
- أطقم الأسنان العلوية: إذا لم تكن محكمة قد تسبب ضغطًا واحتكاكًا.
- أسلاك التقويم: قد تهيّج اللثة إذا لمستها بشكل مستمر.
4. أسباب صحية عامة
- التغيرات الهرمونية: الحمل و البلوغ والدورة الشهرية.
- نقص الفيتامينات: خاصة فيتامين C المسؤول عن صحة اللثة.
- الأمراض المزمنة: مثل السكري وضعف المناعة.
- الأدوية: بعض أدوية الضغط والصرع تسبب تضخم اللثة.
و للمساعدة في الحد من تأثير هذه العوامل على صحة اللثة، يُنصَح باستخدام معجون اسنان مضاد للجير يدعم اللثة ويقلل الالتهاب.
ما هي الحالات التي يزيد فيها احتمال التهاب اللثة العلوية؟
تزداد احتمالية ظهور التهاب اللثة العلوية عندما تجتمع عوامل مؤثرة مثل تراكم الجير، ضعف المناعة، أو وجود تركيبات سنية غير مناسبة في الفك العلوي.
التهاب اللثة العلوية فوق الضرس
يظهر عادة بسبب:
- تسوّس عميق وصل للعصب العلوي.
- خراج حول جذور الأسنان.
- كسر في الضرس أو حشو قديم.
التهاب اللثة العلوية من الداخل (الجانب المواجه للحنك)
قد تتسبب به:
- أطقم الأسنان التي تضغط على الحنك.
- جفاف الفم المزمن.
- احتكاك التقويم باللثة الداخلية.
التهاب اللثة العلوية عند الأطفال
أسبابه تشمل:
- ظهور الأسنان الدائمة.
- عدم تنظيف الأسنان جيدًا.
- تناول الحلويات بكثرة.
التهاب اللثة العلوية عند الحامل
تسميه الأبحاث “التهاب لثة الحامل” ويظهر بسبب:
- ارتفاع هرمونات الحمل.
- زيادة حساسية الأنسجة للبكتيريا.
- نقص بعض المعادن والفيتامينات.
طرق تشخيص التهاب اللثة العلوية داخل العيادات في السعودية
يعتمد تشخيص التهاب اللثة العلوية في عيادات المملكة العربية السعودية على مجموعة من الفحوص السريرية والتصويرية التي تساعد الطبيب في تحديد درجة الالتهاب، ومعرفة السبب الدقيق، ووضع خطة علاج مناسبة قبل تفاقم الحالة.
1. الخطوات الأساسية
- فحص اللثة العلوية بصريًا.
- تقييم وجود نزيف أو جيوب لثوية.
- البحث عن تراجع أو تغير في شكل اللثة.
2. الفحوص المتقدمة
- التصوير بالأشعة السينية.
- قياس جيوب اللثة العلوية.
- فحص تسوّس الأسنان العلوية أو التهاب العصب.
3. متى يتم تحويل المريض إلى مختص لثة؟
- عند وجود تراجع شديد.
- إذا كانت الجيوب عميقة.
- في حال الفشل في الاستجابة للعلاج الأولي.
ما هي أفضل طرق علاج التهاب اللثة العلوية؟
تختلف طرق علاج التهاب اللثة العلوية بحسب شدة الالتهاب وسببه، لكن الهدف الرئيسي يبقى واحدًا:
إزالة البكتيريا، تهدئة التورّم، واستعادة صحة اللثة بأسرع طريقة ممكنة.
1. العلاج داخل العيادة
يعدّ العلاج المهني هو الأساس في معظم الحالات، ويشمل:
- تنظيف الأسنان الاحترافي: إزالة البلاك و الجير المتراكم حول الأسنان العلوية.
- التنظيف العميق (تقليح الجذور): ضروري للحالات المتوسطة والمتقدمة لإزالة الترسبات تحت خط اللثة.
- علاج التسوّس: خاصة تسوّس الضروس العلوية الذي قد يزيد الالتهاب.
- علاج الخراج: يشمل فتح وتصريف الالتهاب عند وجود تجمع صديدي.
- تعديل الحشوات والتركيبات: عند تسببها باحتكاك أو ضغط مزمن على اللثة العلوية.
2. الأدوية المساعدة
قد يصف طبيب الأسنان مجموعة من العلاجات الداعمة، مثل:
- المضاد الحيوي: عند وجود عدوى بكتيرية واضحة أو خراج.
- مسكنات ومضادات التهاب: تخفيف الألم وتقليل التورّم.
- غسول الفم العلاجي: عادة يحتوي على الكلور كسيدين للحد من نمو البكتيريا.
3. العلاج المنزلي
لا يُعالج الالتهاب بشكل كامل في المنزل، لكنه يساعد في تهدئة الأعراض إلى حين زيارة الطبيب.
خطوات فعّالة للعلاج المنزلي:
- تنظيف الأسنان مرتين يوميًا: باستخدام فرشاة ناعمة وبطريقة لطيفة.
- المضمضة بالماء الدافئ والملح: تساعد على تخفيف الالتهاب وتهدئة الألم.
- استخدام خيط الأسنان: للتخلص من البقايا العالقة بين الأسنان العلوية.
- تجنب الأطعمة الحارّة أو الصلبة: لأنها تزيد حساسية اللثة الملتهبة.
علاج التهاب اللثة بزيت الزيتون: يمكن تدليك اللثة بكمية صغيرة من زيت الزيتون أو استخدامه كغسول لطيف للمساعدة في تهدئة الالتهاب وتقليل البكتيريا بشكل مؤقت.
الوقاية من التهاب اللثة العلوية
تساعد الوقاية اليومية والعادات الصحية على حماية اللثة العلوية وتقليل فرص الإصابة بالالتهاب، وتقوم على ثلاثة محاور أساسية:
1. روتين يومي للعناية باللثة
- غسل الأسنان مرتين يوميًا: باستخدام فرشاة ناعمة مع التركيز على الأسنان العلوية.
- استعمال خيط الأسنان يوميًا: لإزالة البقايا العالقة بين الأسنان التي قد لا تصل إليها الفرشاة.
- تنظيف اللسان: لأنه مصدر مهم لتجمع البكتيريا.
- اختيار معجون يحتوي على الفلورايد: لدعم صحة اللثة وحماية طبقة المينا.
2. نمط حياة صحي
- الإقلاع عن التدخين والشيشة: لأنها تؤدي إلى ضعف اللثة وزيادة الالتهابات.
- شرب الماء بانتظام: للحفاظ على ترطيب الفم لتقليل نمو البكتيريا.
- تقليل السكريات والمشروبات الغازية: للحد من تكوّن البلاك.
- تناول فيتامين C وB يوميًا: لدعم صحة اللثة وتقوية الأنسجة.
3. زيارات دورية لطبيب الأسنان
ينصح أطباء الأسنان في السعودية بالالتزام بـ:
- زيارة كل 6 أشهر: لتنظيف الجير والحفاظ على صحة اللثة العلوية والسفلية.
- إجراء أشعة سنوية: للتأكد من سلامة العظام وعدم وجود مشكلات خفية تحت اللثة.
ولتعزيز العناية بين الزيارات، يمكن استخدام قطرات اصلاح اللثة التي تساعد على تهدئة حساسية الأسنان، دعم إصلاح اللثة، وتقليل تراكم البكتيريا لتحسين نظافة الفم
التهاب اللثة العلوية قابل للعلاج بشرط واحد
ختامًا، يُعد التهاب اللثة العلوية حالة يمكن علاجها بسهولة إذا جرى اكتشافها مبكرًا، لكن اهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات تحتاج تدخلًا طبيًا.
وتساعد العناية اليومية وتنظيف الأسنان والخيط وزيارة الطبيب في حماية اللثة من الالتهاب. تذكّر أن أي تورّم أو نزيف هو إشارة تستحق الاهتمام والفحص.
الأسئلة الشائعة عن التهاب اللثة العلوية
في هذا القسم نجيب عن أكثر الأسئلة شيوعًا حول التهاب اللثة العلوية، لمساعدة القارئ على فهم المشكلة بشكل أوضح واتخاذ الخطوات الصحيحة للعلاج والوقاية.
ما سبب التهاب اللثة العلوية؟
ما الذي يؤدي إلى التهاب اللثة العلوية؟
يحدث غالبًا بسبب تراكم البلاك والجير، سوء تنظيف الأسنان، أو التغيرات الهرمونية ونقص الفيتامينات.
هل التهاب اللثة العلوية خطير؟
هل يمكن أن يسبب التهاب اللثة العلوية مضاعفات؟
قد يصبح خطيرًا إذا تُرك دون علاج، لأنه قد يتطور إلى التهاب دواعم السن ويسبب تراجع اللثة وفقدان الأسنان.
كم يستغرق علاج التهاب اللثة العلوية؟
متى يختفي التهاب اللثة العلوية؟
في الحالات البسيطة يتحسن خلال 5–7 أيام، بينما الحالات المتقدمة قد تحتاج أسابيع مع العلاج الاحترافي.
كيف يمكنني التعرّف على التهاب اللثة العلوية؟
ما العلامات المبكرة لالتهاب اللثة العلوية؟
احمرار، تورّم خفيف، نزيف عند التفريش، رائحة فم غير محببة، أو حساسية حول الأسنان العلوية.
هل يمكن علاج التهاب اللثة العلوية في المنزل؟
هل تكفي العلاجات المنزلية لالتهاب اللثة العلوية؟
يمكن تهدئته بالمضمضة والتنظيف الجيد، لكن العلاج الحقيقي يحتاج فحص وتنظيف لدى طبيب الأسنان.
هل التهاب اللثة العلوية يسبب رائحة فم كريهة؟
هل ترتبط رائحة الفم بالتهاب اللثة العلوية؟
نعم، لأن البكتيريا المتراكمة في اللثة الملتهبة تنتج روائح غير مرغوبة.
هل التهاب اللثة العلوية يسبب صداعًا؟
هل يمكن أن يؤثر التهاب اللثة العلوية على الجيوب الأنفية؟
قد يحدث صداع عندما يرتبط الالتهاب بالضرس العلوية القريبة من الجيوب الأنفية.
هل يحتاج التهاب اللثة العلوية لمضاد حيوي؟
هل يجب تناول مضاد حيوي لعلاج التهاب اللثة العلوية؟
يحتاجه فقط إذا كان هناك خراج أو عدوى حادة، ويجب أن يكون بوصفة طبيب.
هل التهاب اللثة العلوية يزول بدون علاج؟
هل يشفى التهاب اللثة العلوية تلقائيًا؟
لا يختفي تمامًا، وقد يزداد سوءًا، لذلك يحتاج تنظيفًا وعناية طبية.
كيف أحمي نفسي من التهاب اللثة العلوية؟
ما أفضل طريقة للوقاية من التهاب اللثة العلوية؟
قد يخف مؤقتًا، لكنه لا يختفي نهائيًا إلا بالعلاج المهني وتنظيف الجير.
المصادر: