تُعتبر فترة التسنين من أصعب الفترات التي يمر بها الطفل خلال السنة الأولى من عمره والسبب في ذلك أنَّ التسنين عادةً ما يكون مصحوباً بمجموعة من الأعراض التي تُزعج الطفل وتؤرق عليه مضجعه، مما يجعل الطفل يشعر بالألم بإستمرار ويزداد إنفعاله وعصبيته بدون سبب واضح.
كما أنَّ قدرته على النوم تتأثر بشكل واضح نتيجة الألم الذي يشعر به، فأعراض التسنين عند الأطفال عادةً ما تُزعج الأمهات وخاصةً عند تربية الطفل الأول أي اللاتي لم يسبق لهن خوض هذه التجربة من قبل.
متى يبدأ التسنين عند الاطفال ؟
يبدأ تكوين أسنان الجنين وهو داخل الرحم، ولكن هذه الأسنان لا تظهر في الفم إلا عند بلوغ الطفل عمر أربعة أشهر إلى سبعة أشهر في مُعظم الحالات وتُسمّى هذه الأسنان ب”الأسنان اللبنية”
وقد يتأخر ظهور الأسنان اللبنية عند بعض الأطفال لدرجة أنَّ الطفل قد يزيد عمره عن عام دون أن تظهر له أي أسنان.
اعراض التسنين عند الاطفال
مع بداية ظهور الأسنان اللبنية تظهر على الطفل بعض الأعراض التي تعرفها كل أم قد عاشت هذه التجربة مع أطفالها الآخرين من قبل.
أما بالنسبة للأمهات اللاتي يرون هذه الأعراض للمرة الأولى فقد يشعرن بالقلق والخوف من وجود مشاكل صحيّة كبيرة دون علمهن بأن تلك الأعراض ناتجة عن التسنين.
إقرأ أيضا:انواع التهاب اللثة؛ أفضل طرق علاجهاتشمل أعراض التسنين الآتي:
- إفراط في إفراز اللعاب “الترويل”
مما ينتج عنه تعرّض منطقة الفم والذقن إلى اللعاب طوال الوقت مما قد يؤدي إلى حدوث طفح جلدي في تلك المناطق ،ويمكنك تجنّب ذلك عن طريق مسح اللعاب من على فم الطفل بإستمرار على مدار اليوم.
- شعور الطفل بالإنزعاج طوال الوقت.
وبالتالي ستجدين أن طفلك يبكي كثيراً ويشعر بعدم الإرتياح بشكل عام.
- تورّم اللثة والشعور بالسخونة عند وضع إحدى أصابعك عليها.
- إرتفاع طفيف بدرجة الحرارة.
- سيلان بالأنف.
- إسهال.
على الرغم من أن الدراسات أثبتت أن إرتفاع درجة الحرارة والإسهال ليسا مُرتبطين بالتسنين بشكل مباشر إلّا أن هذه الدراسات تختلف مع المُلاحظات الفعلية للأمهات على أطفالهم ،ولا زالت الدراسات قائمة للتعرف على سبب حدوث تلك الأعراض أثناء فترة التسنين.
شكل لثة الرضيع عند التسنين
عادةً ما تكون لثة الرضيع عند التسنين متورمة، وقد تظهر نقطة بيضاء بارزة، أو فقاعة صغيرة مملوءة بالسوائل، أو نتوء.
قد تكون اللثة حساسة و مؤلمة، وقد يعاني الطفل من صعوبة في النوم أو عملية الرَّضاعة.
إقرأ أيضا:الأمراض التي تسبب رائحة الفم الكريهة: أهم أسبابها وكيفية علاجهافيما يلي بعض العلامات التي قد تشير إلى أنَّ طفلك يعاني من التسنين:
- سيلان اللعاب المفرط
- عض الأجسام
- تورم اللثة أو إيلامها
- زيادة طفيفة في درجة الحرارة “لكن بدون الحُمَّى”
يمكن أن يساعد تدليك لثة الطفل بلطف بإصبع نظيفة أو بقطعة قماش مبللة وباردة على تخفيف الألم والتهيج. يمكن أيضًا إعطاء الطفل مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين.
إذا كانت أعراض التسنين شديدة، أو إذا كان طفلك يعاني من أعراض أخرى، مثل الحمى أو الإسهال، فيجب استشارة الطبيب.
كيف تُخفف من آلام التسنين؟
- من المُلاحظ أن الطفل أثناء التسنين يظهر لديه عزوف عن الطعام وعدم رغبة في الأكل، والسبب في ذلك أن الأكل يسبب زيادة الشعور بالألم نتيجة إحتكاك الطعام باللثة الملتهبة.
فيجب في تلك الفترة ألا تُقدّمي للطفل أي أكل دافىء بل يُستحسن أن يكون الأكل بارداً قدر الإمكان حتى لا يُسبب تهيج للثة وبالتالي لا يشعر الطفل بالألم أثناء الأكل، ويمكنك فعل ذلك عن طريق وضع الطعام في الثلاجة قبل تقديمة للطفل بفترة.
- أثناء التسنين يميل الطفل إلى عض أي شيء أمامه لأن العض يُساعده على تخفيف الألم، ويمكن إعطاء الطفل قطعة من الجزر أو الخيار أو التفاح حتى يقوم بعضّها بشرط أن تكون كبيرة بما فيه الكفاية حتى لا يستطيع الطفل بلعها.
- من الأدوات الشائعة التي يُمكن إستخدامها لتخفيف آلام التسنين لطفلك هي “العضاضة” وهي عبارة عن أداة مصنوعة من البلاستيك المطاط ويقوم الطفل بعضّها حتى تخفف من ألم التسنين الذي يشعر به وذلك لكونها تخلق نوع من الضغط على الأسنان مما يُشعر الطفل بالإرتياح المؤقت.
ويُستحسن وضعها في الثلاجة لأن البرودة تُخفف من تهيّج اللثة بشكل كبير كما ذكرناً سلفاً ،وعادةً ما تحتوي العضاضة على سائل أو جيل بالداخل مما يعمل على الحفاظ على برودتها لوقت أطول، ولكن يجب تجنّب وضع العضاضة في الفريزر لأن ذلك يؤدي إلى تجمّد السائل الموجود بداخلها مما قد يسبب أذى لأسنان الطفل.
إقرأ أيضا:معجون أسنان لعلاج إلتهاب اللثة الحساسةإذا لم تُفلح جميع الطرق السابقة في التخلّص من ألم التسنين فيجب زيارة الطبيب حتى يقوم بوصف بعض الأدوية المُخصصة للأطفال والتي تساعد على تسكين الألم وخفض الحرارة مثل باراسيتامول أو بروفين وقد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف تورم اللثة.
كيف تعتني بأسنان الطفل؟
يجب الإهتمام بأسنان الطفل لأنها تقوم بوظائف مهمة تتعلق بتقطيع الطعام قبل نزوله إلى المعدة وبالتالي يسهل هضمه، كما أنها تُساعد الطفل عندما يبدأ في تعلم التحدث حيث تُساعد على نطق بعض الحروف بشكل صحيح.
وتقوم الأسنان اللبنية بتنسيق ظهور الأسنان الدائمة التي تظهر بعدها وبالتالي فإن أي مشكلة تحدث لأسنان الطفل قد تؤدي إلى خلل في الأسنان الدائمة مثل إنحراف أحد الأسنان أو وجود فواصل بين الأسنان وبعضها.
- يمكنك تنظيف أسنان طفلك أثناء فترة التسنين عن طريق إستخدام قطعة من الشاش وبلّها بإستخدام مياه باردة، ثم مرريها على أسنان الطفل واللثة بلطف بدون إستخدام المعجون.
ويجب القيام بذلك مرة أو مرتين يومياً لأن ذلك يساعد على تبريد اللثة مما يخفف كثيراً من الألم الذي يشعر به الطفل.
تكمن أهمية تنظيف الأسنان بإستخدام قطعة الشاش قبل النوم بالذات لأن الألم يزداد بشكل ملحوظ أثناء الليل مما يجعل الطفل لا يستطيع النوم لفترات طويلة ويؤرق عليه ليلته.
- هناك نوع خاص من فرشاة الأسنان تُسمى “فرشاة التسنين” Finger Toothbrush وهي عبارة عن فرشاة مطاطية يتم تركيبها في الإصبع ثم نمررها بلطف على أسنان الطفل.
ومن الممكن أن نضع القليل من المعجون على هذه الفرشاة، ولكن يجب أن يكون هذا المعجون مُخصص للأطفال أي لا يحتوي على نسبة عالية من الفلورايد.
ما هي أسباب تأخر التسنين عند الأطفال؟
عادةً ما تظهر أسنان الطفل قبل بلوغ عمره سبعة أشهر ولكن في بعض الحالات يتأخر ظهور الأسنان بشكل ملحوظ لدرجة أن الطفل من الممكن أن يظل بلا أسنان حتى بلوغه إثنى عشر شهراً.
وفي هذه الحالة يجب إستشارة الطبيب للتعرف على سبب المشكلة والعمل على علاجها.
الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر ظهور الأسنان:
- قد تكون الأسباب وراثية:
أي أن الطفل ورثها من الأب أو الأم ،وفي هذه الحالة لا داعي للقلق على الإطلاق لأن الأسنان ستظهر في نفس الموعد الذي ظهرت به عند الأب أو الأم.
- يجب الإهتمام بتغذية الطفل:
خاصةً في العام الأول من عمره وذلك عن طريق تقديم الطعام الغني بعنصر الحديد، حيث أن نقص الحديد من أهم المشكلات الصحية وأكثرها شيوعاً بين الأطفال وقد تؤدي هذه المشكلة إلى تأخر ظهور الأسنان.
بدايةً من الشهر السادس يجب أن يبدأ الطفل بأكل الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحم والسمك والدجاج وغير ذلك من الأطعمة التي تُحافظ على صحة الأسنان وتُساعد على نموها ولكن بشرط أن تكون كمية البروتين التي يتناولها الطفل يومياً تُعادل ربع الطعام الكلي الذي يتناوله في اليوم.
- فيتامين “د” من العوامل المهمة التي تعمل على نمو الأسنان:
لذلك يجب أن يتناول الطفل يومياً بعض الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين مثل الجزر أو الكيوي، وإذا إستمر الطفل على تناول هذه الأطعمة يومياً ضمن برنامجه الغذائي فإن أسنانه ستبدأ بالظهور عقب شهر أو شهرين.
من الطرق الفعّالة التي تُساعد الطفل على الحصول على كميات كافية من فيتامين “د” هو تعريض الطفل للشمس يومياً بشرط ألا تكون الشمس حارقة، ويُعتبر أفضل وقت لتعريض الطفل للشمس هو الصباح الباكر أو قبل الغروب حيث تكون الشمس لطيفة ويجب الإلتزام على تلك العادة يومياً وستلاحظين أنها ستُشكّل فارقاً كبيراً في نمو أسنان الطفل لأنه سيحصل على أحد أهم العناصر التي تُساعد على نمو الأسنان.
حيث أنَّ فيتامين “د” يكون موجود تحت الجلد ولكن بصورة غير نشطة، وعندما يتعرض الجلد للشمس فإن هذا الفيتامين يتحول إلى صورته النشطة وبالتالي ينتفع به الطفل، ويجب ألا يتم تغطية ذراع الطفل وأرجله أثناء تعريضه للشمس لأن تغطية جسمه تجعل وقوفه في الشمس بلا جدوى، حيث أنَّ الفكرة الأساسية تكمن في تعريض الجلد للشمس ،لذلك يُستحسن ألا يكون الطفل مرتدياً أي شيء بإستثناء الحفاضة أثناء تعريضه لأشعة الشمس.
يجب أن يتناول الطفل الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل البيض واللبن ،وهناك مركبات كالسيوم موجودة بالصيدليات يمكن إعطاء الطفل 2.5 سم يومياً.